منتديات انين الروح - القلب وأهميته في الأعمال (1)
منتديات انين الروح

منتديات انين الروح (https://anin-ro7.com/vb/index.php)
-   › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (https://anin-ro7.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   القلب وأهميته في الأعمال (1) (https://anin-ro7.com/vb/showthread.php?t=8157)

سولاف 08-18-2023 07:25 PM

القلب وأهميته في الأعمال (1)
 


القلب وأهميته في الأعمال (1)


قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ألا إنَّ في الجسد مُضْغَة، إذا صَلحَتْ صَلحَ الجسَدُ كلُّه، وإذا فسدَت فسَد الجسَدُ كلُّه، ألا وهي القلب))؛ رواه البخاري.

والله سبحانه وتعالى لم يَخْلق الخَلْق سُدًى، ولم يتركهم هملًا، بل جعلهم مَوْردًا للتكليف، ومحلًّا للأمْر والنهي، وأعطاهم ما يميِّزون به ويَعقلون؛ السمع والأبصار والأفئدة، وذلك منْه سبحانه نعمة ومنَّة وتفضُّلٌ.

فمَن استَعمَل هذه الجوارحَ في طاعته، وسَلَكَ بها طريق الهدى، ولم يسْلُك بها طريقًا عوجًا، فقد قام بشكرها، ومَن ابتغَى وراء ذلك، فقد خسر وسيُحاسَب يومَ العَرْض على الله، وصَدَق الباري سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

وكلُّ عضوٍ في الإنسان خُلق لِفِعل خاصٍّ، يتحقَّق به الخير والسعادة إذا وُظِّف فيما خُلِق له، والقلبُ هو مَلِكُ هذه الأعضاء، وهي جنوده، تَصْدُر كلُّها عن أمره، فكلها تحت سلطانه، يُوَجِّهها فيما يشاء، ومنه تكتسب الاستقامة والزيغ، ولا يمكن أن تقوم بشيء إلا عن قصد القلب ونيَّتِه، وهو المسؤول عنها كلها؛ لأن كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته.

لقد خَلَقَ اللهُ القلبَ؛ لِيَعْلَم الإنسانُ به الأشياء، وخَلَق العين ليرى بها الأشياء، والأذن ليسمع بها، والرِّجل للسعي، واليد للبطش، واللسان للنطق، والفم للذوق، والأنف للشم، والجلد للَّمس، فإذا كان القلبُ مشغولًا بالله، عاقلًا للحق، مفكِّرًا في العِلم، فقد وُضِعَ، كما أن العين إذا صُرفت إلى النظر في الأشياء، فقد وُضِعَتْ في موضعها، وإذا صُرف القلبُ عن الله، فقد نَسِيَ ربَّه، وهنا يَسْرح ويمرح في الباطل، وسيبقى يتقلَّب في أودية الأفكار، وأقطارِ الأماني التي لا نهاية لها، وبهذا ينشغل فيما يضرُّه، ويُبعده عن الله، ويبقى في ظلمة الأفكار، وكثيرًا ما يكون ذلك عن كِبْر يمنعه مِن أن يَطلب الحقَّ، وصَدَقَ اللهُ العظيم: ﴿ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل : 22].

وقد يَعْرِضُ له الهوى بعد أن عَرَف، فيجحده ويُعْرِض عنه؛ كما قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ﴾ [الأعراف: 146].

هذه حال الجوارح، وحال مَلِكِها وقائدِها، وملكُها القلبُ؛ فهل فكَّرنا في تدبُّر أمورنا اليوميَّة في حياتنا التي نعيشها؟
إن المسلم في يومه وليلته يؤدِّي أعمالًا كثيرة من الفرائض والنوافل، وأعمال البيت والوظيفة، ومتابعة الأهل والأولاد، ولكن ما نصيب النِّيَّة الحسَنة؟ ما نصيب توظيف القلب في هذه الأعمال؟

لا بد لنا مِن وقفة نراجع بها حساباتنا، إن العمل الواحد يعمله الرجلان، يفوز أحدهما بالثواب الجزيل، ويُحْرَمُ الآخر الأجر بسبب النية، أرأيتُم كيف يَذهب شخصان إلى الدوام؛ أحدُهما قبْل خروجه من منزله ينوي أنه يؤدِّي الواجب الذي أنيط به، وينوي أنه يأخذ رزقًا حلالًا ينفق منه على نفسه وأهل بيته، والآخرُ يقوم مِن فراشه وقد بال الشيطان على أنفه، ويذهب متبرِّمًا يريد إنهاءَ ساعاتِ العمل بأي شكل من الأشكال، حتى ولو كان ذلك بالكذب والتحايل، والخروج والجلوس في مكان آخر، والتهرُّب مِن العمل، إلى غير ذلك مِن الحِيَل الشيطانية التي لا تنفعه يوم الحساب، فالأول مأجور؛ لأنه فرَّغ قلبه للعمل المكلَّف به، والثاني مأزور؛ لأنه أخلَّ بالواجب، وفرَّط فيما كُلِّف به، وهكذا كل أعمالنا اليومية.

فالمدرِّسون والمدرِّسات صبيحةَ كلِّ يوم وهم يدخلون قاعات الدرس - تتفاوت نيَّاتهم وأجرهم، دونما شكٍّ على حسب نيَّاتهم، وهكذا الأطباء والفلاحون، والتجار وأصحاب المحلات، كل هؤلاء ينبغي أن يَستَصحِبوا النِّيَّة الحسَنة في أعمالهم؛ لأنهم سيُؤدُّون هذه الأعمال؛ فإما أن تكون عادات أو عبادات.

والفرق دقيق بينهما: وهو النية الحسنة، وصدق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذ يقول: ((إنما الأعمالُ بالنِّيَّات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى))؛ رواه البخاري.
ويقول الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].
نسأل الله جل وعلا أن يَحفَظ علينا أمْنَنا وطمأنينتنا، وأن يحفظ ولاة أمرنا، ويُوَفِّقهم لكل خير.

عاشق الليل 08-18-2023 07:55 PM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 

..





جزَآك آللَه خَيِرا
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله

رهام 08-20-2023 02:52 PM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 
*
/
\
*
/
\

https://www.raed.net/img?id=280558
*
/
\
*
/
\



الامل الذهبي 08-20-2023 11:38 PM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 
طرح قيم
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لاعدمنا جديدك

جراح القلوب 08-21-2023 12:38 AM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 
بارك الله فيك
وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم
دمت بخير .. اللهم آمين

فراشة آيلول 08-21-2023 02:21 AM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 

خلود المشاعر 08-21-2023 05:56 AM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 
جزَآك آللَه خَيِرا
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
سلمت على انتقائكك المميز
لروحك اكاليل الورد

سمو الروح 08-27-2023 01:16 PM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 
[font=simplified arabic][size=4]


جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمتي ,,,

https://www.raed.net/img?id=248672[/QUOTE]

شيخة الزين 08-27-2023 06:10 PM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 






طرٍح رٍآئع كَ ع ـآدتك ...
يتمـآيل آليـآسمين شذى بجمـآل متصفحك ..
ؤتترٍآقص آلـ ؤرٍؤد متعطرة برٍؤعة مَ طرحته أنـآملك
لرٍؤحك أطيب آلـ ؤرٍد ؤأكـآليل آلـ زهرٍ

معطرٍة برٍقةرٍؤحك


https://upload.3dlat.com/uploads/13612773802.gif





أمير المحبه 08-28-2023 02:50 PM

رد: القلب وأهميته في الأعمال (1)
 
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري


الساعة الآن 07:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات انين الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

mamnoa 2.0 By DAHOM