ننتظر تسجيلك هـنـا

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى انين الروح ♥ ☆ ♥
عدد الضغطات : 572عدد الضغطات : 659عدد الضغطات : 407عدد الضغطات : 409عدد الضغطات : 810
عدد الضغطات : 504عدد الضغطات : 122عدد الضغطات : 116عدد الضغطات : 115عدد الضغطات : 103
عدد الضغطات : 411عدد الضغطات : 439
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى انين الروح ♥ ☆ ♥
عدد الضغطات : 264عدد الضغطات : 2,142
عدد الضغطات : 141عدد الضغطات : 41

الإهداءات


العودة   منتديات انين الروح > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات اشراق
اللقب
المشاركات 894476
النقاط 201720
بيانات انين الروح
اللقب
المشاركات 211006
النقاط 77590

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-04-2022, 06:44 AM
شيخة الزين متواجد حالياً
Qatar     Female
Awards Showcase
لوني المفضل Deeppink
 عضويتي » 10
 جيت فيذا » Jul 2022
 آخر حضور » 04-28-2024 (01:13 PM)
آبدآعاتي » 90,421
الاعجابات المتلقاة » 1195
الاعجابات المُرسلة » 211
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Qatar
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 30سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » شيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك mbc4
اشجع ithad
مَزآجِي  »  12
بيانات اضافيه [ + ]
بلوغ الآفاق في هتك أستار النفاق








النفاق كيد، ولؤم، وخسار، وبوار، ولهذا جاء هذا الدين الإسلام الحنيف الخالد هاتكًا أستاره، وكاشفًا أسراره، وهادمًا أسواره، ومبينًا عن شخوصه وسماتهم، وليس ذكرًا لأسمائهم، وكيما لا يوقف على السبب لهذا النزول أو ذاك؛ ولأن هكذا داء ليس يخلو منه صف يومًا، ولأنه كان من تبعة هذا الدين أنه عمل دؤوب، وفعل رشيد، وهممٌ عالية، وقمم سامية.

ولكن هذا القرآن العظيم، وحين يكشف سرَّ أولئك المنافقين ونجواهم وصفًا، وإنما كان ذلك من سببين:

وأما أولاهما: وكيما يترك لهم الفرصة السانحة للأوبة والتوبة، ويكأن هذا مما يحسب لهذا الدين، وإذ لم يغلق أبواب توبته يومًا عن شرير، ومهما كان شره، وأيما بلغ بطره.

وأما ثانيهما: وكيما يحذر العقلاء ضرره، ويجانب الحذاق شره.

♦♦ ♦♦ ♦♦
وبين أيدينا وقفتان، كان زعيمًا فيهما هذا الدعي معتب بن قشير، ولا شك أنه ليس كان وحده يومه ذاك، ولكنه شارة على الزعامة الباطلة، والريادة العاطلة، والسيرة الزاكمة!

ولعل اللافت في الأمر أن بين الوقعتين سنتين عددًا! وحين جاءت الأولى يوم أحد، وحين كان زعيم النفاق فيها هذا الدعي عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه وأذنابه، وقد كانت في السنة الثالثة لهجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذ كانت الثانية يوم الأحزاب يوم الخندق في السنة الخامسة، ومن هذه الهجرة النبوية المباركة، يوم تجشم بفكرته، وبادرته، وإبداعه، وابتكاره، واختراعه، هذا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، وحين قد هداه مولاه، وربط على قلبه، وليكون وأمثاله حجة على أمثال معتب وأمثاله أيضًا.

وهذا الفارق الزمني بين الوقعتين، ولعله كان كافيًا كيما يراجع ويتراجع هذا معتب بن قشير، ومن شاكله، فعلًا ذميمًا، ونفاقًا دميمًا، ولا سيما هذا الصبر القرآني الفريد، على أصحاب المعاصي، وريثما يتدبرون من أمرهم، ولعلهم يتوبون، ويرجعون، ويؤوبون!

ولكنك وماذا أنت قائل، وأمام هذه قلوب اعتصرها النفاق عصرًا، وآلمها داؤه، ووباله، وخساره، ورينه ألَمًا، وإذ ليسوا يفقهون، ولا يهتدون سبيلًا؟!

وأتناوله في مسألتين اثنتين:

المسألة الأولى: في بيان قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران:154].

عن الزبير بن العوام: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا، أرسل الله علينا النوم فما منا من رجل إلا ذقنُه في صدره، قال: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ما أسمعه إلا كالحلم: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا، فحفظتها منه، وفي ذلك أنزل الله: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾ [آل عمران: 154] لقول معتب[1].

ويكأنك تلحَظ وكم كان الإيمان، ومن هذه السلاسة، واليسر، والسهولة، وأوقفك على ذلك ما مساحة تناوله كانت أقصر، ومن هذه الآية التي بين أيدينا، ومن مقدمات سورة البقرة، وحين عالج القرآن الحكيم شأن المنافقين في عديد من آياتها ابتدائها، وحين عالج الإيمان وصلابته ويسره ومن أربع آيات محكمات متتاليات، هن الأربعة الأولى، من هذه السورة البركة، وحين كان تركها حسرة!

وحين كان ختم ذكرهم عطرًا، وطيبًا، ومسكًا، وحين قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 5].

ولكن هذا الكفر؛ ولظهوره أيضًا كان قد اشتملته السورة في آيتين اثنتين هما: الآيتان السادسة والسابعة.

ولكن هذا النفاق قد استغرق منها ثلاث عشرة آية كاملة! ومن الآية الثامنة وإلى الآية العشرين من هذه السورة البركة، وحين أخذها، وإنها لحسرة، وحين تركها، ولما أنف من زكمه، ولما سبق من شينه، وكيره، وشرره، وخطره!

وها هنا آيتنا محل البيان، ولما كانت آية واحدة، وحين أطرت ذكر المؤمنين الصابرين، ذكرًا حسنًا، وفي مجرد لفتة قرآنية حانية، ولكنها حملت من معاني إيمانهم وصدقهم مبلغًا حسنًا أيضًا، ومن قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِّنكُمْ ﴾ [آل عمران:154].

ولكن هذا الآية وقد استغرقت من جلها، شأن هذا الصنف النكد، فناسب أن يعيد فيه القرآن الذكر الحكيم ويكرر، ويفصل، ويبيِّن نكاية وتحذيرًا، واستجاشة للتوبة أيضًا!

وهذا من طلاقات هذا الدين وقرآنه وبيانه، وحين فتح أبواب التوبة على مصراعيها؛ ولأنه يريد أن يشمل الناس جميعًا بخيره، وهداه، وسناه.

ولكنه وماذا يفعل هذا الدين، وحين التأبي، وحين الاستكبار، وحين النفاق، والقصد له، والإصرار عليه؟!
♦♦ ♦♦ ♦♦
كان من فعل معتب بن قشير، وحين كفر من بعد إيمانه، أنه قال يوم أحد: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا ﴾ [آل عمران:154]، وهذا تصفية للصف من مرجفيه!

نزل قوله: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا ﴾ على قول معتب بن قشير، برهانًا أنه سيشهد عليه لسانه يوم القيامة بمثل قوله تمامًا!

إن نزول القرآن بمثل قول معتب بن قشير تمامًا، برهان على تعويد اللسان على قول الحق؛ لأنه سيقول نفس قوله يوم القيامة، يوم يقوم الأشهاد! ولأنه الله تعالى قال: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور:24]، ولأنه تعالى قال أيضًا: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجلثية:29].

قال الزبير: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير، ما أسمعه إلا كالحلم: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا ﴾، فحفِظتها منه! وهذا شاهد آخر!

جاء قول معتب بن قشير ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾ مرة، وجاء ﴿ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ﴾ مرة أخرى، برهانًا على زلزلة قلوب أماط البلاء عنها ركامها ونفاقها!

ليس تكرارًا قوله تعالى: ﴿ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ﴾ قبل قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا ﴾؛ لأن الأولى نبأت أنه ليس ولو بعضًا من أبعاضه لنفس أبدًا! ولأن الثانية نبأت أنه ليس ولو أمرًا واحدًا لنفس أبدًا! وهذه من تفردات قرآننا!

جاء قوله تعالى: ﴿ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ﴾ بيانًا أن هذا هو ظن الجاهلية، وليس بعضًا منه، وكناية عن تأصُّل الكفر من قلوبهم، وإنباءً على أن هكذا ظن، وإنما هو ظن الجاهلية، ولأنه الله تعالى له مطلق الإرادة، وله سبحانه مطلق الاختيار أيضًا، وإن الإيمان بذلك هو مطلق التسليم والانقياد لله تعالى أيضًا.

جاء قوله تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص:68].

وكرد صاعق على من نافق فقال: ﴿ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ﴾ وذلك لأنه ﴿ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ تسليمًا ومحبة وانقيادًا.

إن قول معتب بن قشير: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾، منبئٌ جهلًا، وكاشفٌ عوارًا! ذلك لأنه عميت بصيرته عن فضل الشهادة ولوكان أهلًا لها.

إن من خيرته تعالى أن يقول معتب ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾؛ لأنه قال: ﴿ مَّا قُتِلْنَا ﴾؛ وحرم قول: استشهدنا، ولما حرم لفظها فحرمها!

ولأنه كل شهادة قتل، وليس كل قتل شهادة!

وهذه من لفتات الكتاب العزيز، وهذه من تفننات الذكر الحكيم، وهذه من بلاغة القرآن، وهذا من إعجاز الفرقان.

وسواء قالوا: ﴿ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ﴾، أو قالوا: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا ﴾، فقد حسمه ربنا تعالى بقوله: ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ﴾، وبه قضي الأمر!

قد أنبأك أن قومًا لا يُحسنون بالله ظنًّا حسنًا، بل أساؤوا ظنًّا بالله تعالى ربهم الحق! وحين قالوا: ولوا أنه كان لهم من الأمر شيء، ولأنه تعالى لم يجعل لنبيه صلى الله عليه وسلم من الأمر من شيء، فما بال غيره؟!

وقال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128].

جاء قوله تعالى: ﴿ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴾ [الرعد: 40].

حاسمًا في نفي أن يكون لأحد من الأمر شيء، فضلًا عن أن يكون نبيًّا رسولًا! فكيف راحوا أو كيف راح بهم ظنهم بربهم هكذا؟

جاء قوله تعالى: ﴿ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ﴾ [البقرة:272].

نفيًا أن الهدى يملكه أحد، فضلًا عن أن يكون نبيًّا رسولًا، فما بال غيره؟!

كان قولهم: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾، وقد أنساهم أن ذلك هو ظن الجاهلية، الذي جاء الإسلام أول ما جاء ليطهر قلوب المؤمنين منه.

ويكأن ظنَّ الجاهلية هذا هو غير الحق! وهذا أمر طبعي فطري جِبِلِّي! ولكن النص عليه جاء وصفًا نكدًا لأصحابه، وجاء نعتًا زاكمًا لأربابه!

ويكأن العلاقة بين هكذا ظن الجاهلية، وهكذا قولهم ليس لنا من الأمر شيء، هي علاقة بين بدل ومبدل منه!

وهذا سر بلاغي يغمض العبد طرفه عليه ويفتحه؛ ليكون بين هالات، لا هالة واحدة، من هذا التراكم، الهائل، الجسيم، ومن هذا التراكب، الجلل، العظيم، من هذا الظن السيئ بالله تعالى، ومن طائفة بلغ من شينها ما قد رأيت!

إن الله تعالى ربنا الرحمن، وإذ قد كان للوجود خالقًا، وكفى به! وإذ كان منه موجب الظن الحسن به تعالى، وها هو قد أبدع صنعًا، وها هو قد أحسن خلقًا!

ولكنك، وماذا أنت قائل، وأمام هذه القرائح النكدة؟! وحين لم تر إلا من ثقبها الأسود الضغين!

وحين حكى القرآن طرفًا من هذه النعوت الخائبة، ولما تنكرت لذي الفضل؛ من جحود، وحين أيست أمام الحقيقة الدامغة، ومن نكران!

وحين قال الله تعالى مولانا الحق المبين سبحانه: ﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [النحل:83].

إنهم حين قالوا في أنفسهم قولهم هذا: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾، ظنًّا سوءًا منهم أنه لم يصل خبره ولم يعلم نبأه، نبينا صلى الله عليه وسلم جهلًا وعماية، لكنه تعالى أطلعه عليه ولما تحلم به الزبير أيضًا!

المسألة الثانية: قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب:12].

أخرج الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، قال: ثني أبي، عن أبيه، قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام ذكرت الأحزاب، من أحمر الشيخين، طرف بني حارثة، حتى بلغ المذاد، ثم جعل أربعين ذراعًا بين كل عشرة، فاختلف المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلًا قويًّا، فقال الأنصار: سلمان منا، وقال المهاجرون: سلمان منا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سلمان منا أهل البيت، قال عمرو بن عوف: فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن المزني، وستة من الأنصار، في أربعين ذراعًا، فحفرنا تحت دوبار حتى بلغنا الصرى، أخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مروة، فكسرت حديدنا، وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان، ارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره خبر هذه الصخرة، فإما أن نعدل عنها، فإن المعدل قريب، وإما أن يأمرنا فيها بأمره، فإنا لا نحب أن نجاوز خطه، فرقِي سلمان حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال: يا رسول الله، بأبينا أنت وأمنا، خرجت صخرة بيضاء من بطن الخندق، مروة، فكسرت حديدنا، وشقت علينا، حتى ما يجيء منها قليل ولا كثير، فمرنا فيها بأمرك، فإنا لا نحب أن نجاوز خطك، فهبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سلمان في الخندق، ورقينا نحن التسعة على شفة الخندق، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المعول من سلمان، فضرب الصخرة ضربة صدَعها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها، يعني: لابتي المدينة، حتى لكأن مصباحًا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتحٍ، وكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية، فصدعها وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها، حتى لكأن مصباحًا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتح، وكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم الثالثة، فكسرها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها، حتى لكأن مصباحًا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتح، ثم أخذ بيد سلمان فرقي، فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد رأيت شيئًا ما رأيته قط، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القوم، فقال: هل رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا: نعم يا رسول الله، بأبينا أنت وأمنا وقد رأيناك تضرب، فيخرج برق كالموج، فرأيناك تكبر فنكبر، ولا نرى شيئًا غير ذلك، قال: صدقتم، ضربت ضربتي الأولى، فبرق الذي رأيتم، أضاء لي منه قصور الحيرة ومدائن كسرى، كأنها أنياب الكلاب، فأخبرني جبرائيل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت ضربتي الثانية، فبرق الذي رأيتم، أضاء لي منه قصور الحمر من أرض الروم، كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرائيل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت ضربتي الثالثة، وبرق منها الذي رأيتم، أضاءت لي منها قصور صنعاء، كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرائيل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، فأبشروا، يبلغهم النصر، وأبشروا، يبلغهم النصر، وأبشروا يبلغهم النصر، فاستبشر المسلمون، وقالوا: الحمد لله موعود صدق، بأن وعدنا النصر بعد الحصر، فطبقت الأحزاب، فقال المسلمون هذا ما وعدنا الله ورسوله... الآية، وقال المنافقون: ألا تعجبون؟ يحدِّثكم ويُمنِّيكم ويعدكم الباطل، يخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم، وأنتم تحفرون الخندق من الفَرَق، ولا تستطيعون أن تبرزوا؟ وأنزل القرآن: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب: 12][2].

قوله تعالى ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب:12].

هذا قول معتب بن قشير، وقد نزل على مثل قوله قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة؛ ليعلم كم نفرًا كان بينهم وبين نور الهدى بون شاسع هكذا!

ولأنه قال: قد كان محمد يعدنا فتح فارس والروم، وقد حصرنا ها هنا، حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا، وهذا قول أناس لا يوقنون، وهو قول من لا يؤمنون بربهم الحق، وإذ عن هذا ليمثل علامة فارقة، وعلى أن الإيمان لم يخالط بشاشة قلوبهم بعدُ، ولأن قومًا كانوا يسلمون ومن ظاهرهم ولاعتبارات شتى، وإذ يأتي اليوم الذي فيه يكشفون عما تُكنه صدورهم، ومن قولهم هم، وليبقى أثرًا محفورًا في ذاكرة التاريخ أبدًا!

وهذا من قوله تعالى أيضًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران:118].

وإذ كانت هذه مقدمات كفر بالله تعالى، أفضت بأصحابها إلى منكر من القول وزورًا، وحين أساء أولاء قوم أدبهم مع ربهم الحق. وهو ما يجعل أحدنا عاضًّا على نواجذ الأدب الجم مع ربه تعالى؛ لأن سوء ذلكم الأدب مُفض ولا ريب إلى ما أفضى بأولاء قوم نافقوا!

ولأنك شاهدت كيف قال أولاء قولًا؟ وكيف أساؤوا ظنًّا بالله تعالى؟! وحين كان من شأنهم أنهم كذبوا خبر نبيهم صلى الله عليه وسلم في فتح فارس والروم، وكيف كان حصارهم الذي لم يقووا عليه؟! وهو ابتلاءٌ حاصل في كل ما من شأنه أن يسمى معارك ومجابهات، وإن ذلك ليس كان خافيًا على قوم عاشوا حياتهم حروبًا طاحنة بينهم البين، ولكنه إذا جاءهم من صوب الإيمان جحدوا، وإذا دخل عليهم من جهة تحقيق اليقين رموا بألفاظ تكشف أول ما تكشف عن نفوس هزيلة، لا تصلح للصف، وقد كان من شأنهم أن يظهروا، وليلفظهم الصف أول مرة، فإن شأن الجهاد والقتال ليس يصلح له إلا من كان صافيًا في عقيدته، وإلا من كان موقنًا في إيمانه، وإلا من كان باذلًا مُهجه رخيصة في سبيل الله تعالى مولاه الحق المبين.

وأنت إذ تتلمس أمرًا عجبًا، وذلك حين كان الناس منافقين، وحين كان الناس في قلوبهم مرض، وذلك لأن نفاقًا ليس يكون إلا إذا كان مفرزًا عن مرض! وليكون دلالة على تمكُّنه من قلوب أصحابه، فيفقدهم توازنهم أمام قوافل الإيمان والتقوى التي بدورها تمثل قوة كاسحة لألغام النفاق وأوكاره حيثما وجدت.

وعلاقة قائمة بين نفاق تأصَّل، وبين مرض تحصَّل، ذلك لأنه من مسلمة أن ينجز نفاقٌ مرضًا؛ ليكون دلالة على وجوده، وليكون عنوانًا على تخلُّله، مما أنتج مرًّا صبرًا علقمًا، هو ذاك المرض الذي يفعل بأصحابه الأفاعيل، فيفقدهم صوابَهم، ويجعلهم ميدانًا واسعًا لظن غير حسن برسول الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فضلًا عن الله تعالى مولاهم الحق المبين سبحانه.

وإذ ماذا تبقى لهم من رصيد يشي بأن القوم بقيت لهم بقيةٌ تحسم موقفهم، وعما إذا كانوا إلى أهل الحق والإيمان والإحسان، وإلى صفوفهم، وهم عنه أبعد، أم كانوا إلى سواهم وهم إليه أقرب، وإنما كان ذلك بصنيعهم، ودلالات قولهم، الذي أنتج فعلًا دلك عليه!

ولئن قيل: وكيف كانوا منافقين، وها هم أولاء تراهم في صف المؤمنين؟ ويسعفك أن دلالات أقوالهم إنما أبانت عن كم دفين من النفاق كان يملأ أفئدتهم، وكفى بذلك دلالة على ما تحمله قلوبهم، من كيل نفاق أثقل كواهلهم، حتى كان من ثقله إفرازه لذلكم قول، وحين قالوا ما سلف قولًا إنه: قد كان محمد يعدنا فتح فارس والروم، وقد حصرنا ها هنا، حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا، وهو ما نزل القرآن الكريم كاشفًا عن مكنون ما تكنه صدورهم من نفاق أفرز مرضًا، كان دليله قولًا قالوه، وليس ادعاءً منا نرميهم به!

صحيح إنه كان من نفاقهم مرض قد استوطن قلوبهم، وكان من دلالاته أقوالهم، ولكنه يبقى أن القرآن قد غاص في قلوبهم أعماقها، حتى كشف عن مكنونها كله، وهو من إعجازه المعهود عنه، في طلة من طلاته العجيبة! وحين يوقفنا حينًا من بعد حين آخر، على ما اكتنف هذه القلوب التي ما فتئ أهلها إلا أن يفرزوا قولًا، فينة من بعد فينة أخرى، تنبئنا عن أسرارها، وأن ما تخفي صدورهم كان أكبر، وهو موقف آخرُ من مواقف القرآن العظيم؛ ليبيِّن لنا كم كانت هذه القلوب حاملة لأوزار! وكم كانت هذه الأفئدة ذات أوكار لفساد مستحكم، كان النفاق زعيمه، وكان مرضه دليله؟!

وحين يصل بلسان امرئ فضلًا عن قلبه أن يرمي الله تعالى ربه بهكذا ألفاظ يند وصفًا خروجًا بها عن دائرة المعقول أو المفهوم، أو عمل القرائح السوية، فإنك حينئذ لينفك عنك عجبك، وإذ قد رأيت ما رأيت، وإذ قد سمعت ما سمعت، وذلك لأنهم جعلوا قيمة الربوبية محلًّا لقيل لئيم، وذلك لأنهم حطُّوا رحال سوءاتهم أمام مقام النبوة الكريم، فكان منهم ما كان، وحين قالوا قولهم هذا: ﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾!

بيد أن إعجازًا بليغًا، وحين لم يذكروا بأسمائهم، وحينها فلعل قائلًا سيقول: هؤلاء الذين كانوا! وليس مقصودًا بها سواهم! وهذه من طلاقات الكتاب العظيم أن يأتي أوصافًا، لتكون محلًّا لتنزيل الآي الكريم عليها، ولما توافرت شروطها، ولما كان في الوجود أمثالها قيلًا وفعلًا أبدًا!

ولأن هذا الكتاب هو كتاب الكون المفتوح، ومذ أن نزل، وإلى أن يمحوَه منزله تعالى من الصدور قدرًا مقدورًا!

وأنبأك عن لئيم قول، وأخبرك عن سوء صنيع أنهم قالوا: ﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾، هكذا في إعلان عام، وتشوبه رائحة نفاقهم الزاكمة، أن نبينا محمدًا عبدَ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ليس يكون إلا رسولًا لربه تعالى، وبالتالي فهم خارج التكليف، ولأن صياغتهم محشوة حشوًا بإعلان التفلت من الأحكام، ولأن طويتهم وحين قالوا ذلك، فإنما هم يعلنون تفلتهم هذا من الاتباع.

وهذا فضح آخر؛ لأنهم وحين يخلون فماذا هم فاعلون أمام هذه التبعات الملقاة على كل مؤمن، كان الأصل فيه أنه يراقب ربه تعالى، في جميع حركاته، وفي كل سكناته، وأما هم فلقد جاء قولهم منبئًا عما تكنه صدورهم، نحو الاعتراف، ونحو التكليف أيضًا!

وهكذا في أسلوب فج يقولون: ﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ وهو إسفاف قول، ينبئ عن خلو قلب عن بقية من إيمان، يُمكنها أن تصلح هكذا اعوجاجًا، لم يرد لمثله ذكر إلا عن أمثال أولاء قوم لا يؤمنون، أو عن شئت فقل: ولو من باب ذر للرماد في العيون!

والمنافقون هم الذين في قلوبهم مرض! وهم لحمة واحدة! لكن مجيء حرف الواو العاطفة ها هنا؛ كناية عن تركيب أنبأك عنه الكتاب المجيد، ويكأنهم ولما قد طفح كيل قلوبهم من غل، حتى كان منه، وكأنما قد انقسموا قسمين:

قسم أول: وهؤلاء هم المنافقون.

وقسم ثان آخر: وهؤلاء هم الذين في قلوبهم مرض.

هكذا في تشريح رباني معجز، مبينًا لحقيقة أولاء قوم، ويكأنهم يحملون في قلوبهم عنتًا، ما الله تعالى كان به عليمًا!

وإن قومًا لا يذكرون لآخرين إلا مواقف السلب، وإن هم وحالهم هذا، إلا بعدت عنهم النجعة، ولما قد أبعدوا هم النجعة! وحين لا يتلصصون إلا الصغائر، وها هي الصفحات ملأى بما يفيض عنهم، وعن غيرهم غطاءً ومنًّا، وإن عيونًا ضيقة هي تلك التي تنظر من غربال ضيقة ثقوبه!

لكن نفوسًا أمهرها نبيل الإنصاف، وأزكاها جليل الاعتراف، وإن هي ما ترى إلا جميلًا، وإن هي إلا غاضة طرفًا عما لا يمكنها تأويله؛ تسليمًا لله تعالى ربها الحق، وحين كان شأنه تعالى أنه يعلم، وحين كان شأنها هذه النفوس، وإنها وإذ لا تعلم إلا من أسافل قدميها، أو أقل من ذلك!

وإذ كان من دلائل إنصاف حُرِمَتْهُ تيكم نفوسٌ أنها وكان يُمكنها أن تقف مشدوهة وحسب، وحين لم تدرك علة، وحين لم يسعفها تأويل حسن عما جرى في كونه تعالى، وحسبها حينئذ أنها تقول: ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران:7].

ولقد كانت بذلكم مسعى يُمكنها أن تدور في فلك البر والهدى والصلاح، بدل أن تفتري على الله تعالى كذبًا، وبدل أن تقول على الله تعالى بلا علم، وغير ألا تقول عنه سبحانه إلا خيرًا، كان معهودًا عنه تعالى أبدًا.

إن المنافقين يقولون: ﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ هكذا بأسلوب الحصر والقصر، وهو أسلوب عربي بليغ متين، لولا أن الله فضح سريرتهم، فأخرج مكنوناتها، وأظهر ضمائرها، وكشف ما يجول بخاطرها، ولو كانوا عند ذلك لحذروا، كما قد حذروا من قبل، وحين قال الله تعالى فيهم: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [التوبة:64].

ولكنه تعالى ليس يُمهلهم كثيرًا! وحين هتك أستارهم أيضًا، وبقوله سبحانه: ﴿ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة:64]!

ولكنه، ورغمه، وقد كان، وظل، ويظل، وسيظل، وما زال، ولا يزال هذا القرآن الكريم كتابًا مفتوحًا، مادًّا يديه لكل عاصٍ! وفاتحًا ذراعيه لكل ماردٍ! ولعله أن تداركه رحمة ربه الرحمن، فيؤوب، وعساه أن تشمله رأفة ربنا الديان، فيتوب!

وقال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 103].

[1] [عمدة التفسير، أحمد شاكر: 1 /428]، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.

[2] [جامع البيان، ابن جرير الطبري: ج 21/ 161]







كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : شيخة الزين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بلوغ الآفاق في هتك أستار النفاق انين الروح › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 14 01-17-2024 11:36 PM


الساعة الآن 08:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات انين الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

mamnoa 2.0 By DAHOM